شارك المهندس المعماري هشام هلال، رئيس مجلس إدارة شركة “كرايتيريا ديزاين جروب للاستشارات المعمارية والهندسية”، والدكتورة رانيا فؤاد، أستاذ التصميم البيئي المستدام بجامعة حلوان ومديرة قسم البحث والتطوير بالشركة، كمراقبين معتمدين من الأمم المتحدة في قمة المناخ للأمم المتحدة COP29 التي أقيمت في باكو، عاصمة أذربيجان.
وشاركا كمتحدثين في جلسة نقاشية تحت عنوان “الابتكار والمباني الخضراء لإزالة الكربون”، بحضور نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة دور الابتكار في تعزيز مفهوم المباني الخضراء وإسهامها في تقليل الانبعاثات الكربونية.
خلال الجلسة، استعرض المهندس هشام هلال خمس قصص نجاح بارزة في مجال التصميم المستدام، تضمنت فوزه في مسابقة الإسكان الأخضر التي أطلقتها وزارة الإسكان، وتصميم الجامعة المصرية بمدينة العلمين الجديدة لصالح شركة كيان.
كما شملت تصميمه لمشروعين تجاريين إداريين، هما “زوم بلازا” لشركة سكوب و”ويفز” لشركة إبني، بالإضافة إلى مشروع الريان التجاري السكني لشركة نجوم السلام في مكة المكرمة، مما يعكس تنوع مجالات التصميم بين السكني، التعليمي، والتجاري.
وكشف هلال عن رؤيته لتصميم المباني الخضراء، التي تركز على الاستفادة من القيم الأصيلة في العمارة التقليدية المتناغمة مع البيئة والثقافة، وتحويلها إلى نماذج حديثة ومستدامة تعكس هوية الشعوب وتواكب تقنيات العصر.
وأكد أن هذه الرؤية تتحقق من خلال تبني استراتيجيات التصميم السلبي الذي يعزز الإضاءة والتهوية الطبيعية، مما يقلل من احتياجات الطاقة بشكل كبير.
أوضحت الدكتورة رانيا فؤاد، أن التخطيط المبدئي المبني على دراسات دقيقة يلعب دورًا محوريًا في تقليل البصمة الكربونية للمباني.
وأكدت أن الدراسات البيئية التي أجريت لكل مشروع ساهمت في تحقيق انسجام بين التصميم والبيئة المحيطة، مع الاستفادة المثلى من الموارد الطبيعية.
وأشارت إلى أن تطبيق التصميمات المستدامة قلل من استهلاك الطاقة والبصمة الكربونية بنسبة تتراوح بين 40% و60% مقارنة بالتصميمات التقليدية.
كما أشارت فؤاد إلى أن تكلفة التصميمات المستدامة للمهندس هشام هلال قريبة أو أقل من مثيلاتها التقليدية بنسبة تصل إلى 20%، مما يجعلها خيارًا عمليًا ومجدٍ اقتصاديًا.
المباني الخضراء ضرورة وليست رفاهية
أكد المهندس هشام هلال، أن الانتقال إلى المباني الخضراء لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لتحقيق استدامة الكوكب.
وأوضح أن الابتكار هو العامل الأساسي لإزالة الكربون في كافة القطاعات، خاصة من خلال استخدام مواد بناء صديقة للبيئة، والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، مما يسهم في تحقيق تأثير إيجابي ملموس على المناخ.
وأشار إلى أن المؤتمر سلط الضوء على أهمية الابتكار في تحقيق أهداف إزالة الكربون، مع التركيز على المباني الخضراء كمفهوم أساسي لتحقيق ذلك، وذلك من خلال استعراض أحدث الحلول التكنولوجية التي تُحسن كفاءة الطاقة وتقلل من الانبعاثات الكربونية.
وأوضح هلال أن الحكومات تلعب دورًا كبيرًا في تشجيع الابتكار والاستثمار في تقنيات البناء المستدام من خلال السياسات والتشريعات، كما أن تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص يسهم في تسريع التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون.
يُعد هذا المؤتمر جزءًا من الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ، حيث يمثل قطاع البناء حوالي 40% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
وأكد المشاركون أن المباني الخضراء تعد عنصرًا حاسمًا في تقليل الانبعاثات، مما يعزز العمل الجماعي لمواجهة أزمة المناخ وتحقيق استدامة بيئية طويلة الأمد.