ارتفعت صافي أرباح أكبر 7 شركات عقارية مدرجة في البورصة المصرية بنسبة كبيرة بلغت نحو 127% خلال عام 2024، رغم أن الإيرادات لم تواكب نفس وتيرة النمو، وسط توقعات من المحللين بتباطؤ أداء السوق خلال عام 2025، في ظل تراجع معدلات التضخم وظهور بدائل استثمارية أكثر جذبًا للمستثمرين.
وبحسب تحليل أجرته “الشرق” استنادًا إلى القوائم المالية المجمعة للشركات، سجلت كل من: طلعت مصطفى، إعمار مصر، بالم هيلز، سوديك، مدينة مصر، أوراسكوم للتنمية مصر، وعامر جروب، صافي أرباح بلغ نحو 42 مليار جنيه خلال 2024، مقابل 18.5 مليار جنيه في 2023، بزيادة سنوية تجاوزت الضعف.
هذا الارتفاع القوي في الأرباح جاء رغم تباطؤ ملحوظ في معدلات تسليم الوحدات، بينما ارتفعت هوامش الربحية للشركات لتتراوح بين 32.5% و70%، ما يعكس تحسنًا كبيرًا في كفاءة التشغيل، بحسب محللين.
أرباح مرتفعة لـ7 شركات عقارية رغم التكاليف
توضح مريم السعدني، محللة القطاع العقاري في “إتش سي” لتداول الأوراق المالية، أن الشركات استفادت من بيع وحدات تم تنفيذها في فترات سابقة بتكاليف أقل، مما دعم هوامش الربحية بشكل واضح، على الرغم من الارتفاع الكبير في التكاليف خلال العام الجاري.
وأضافت أن جزءًا من الأرباح الاستثنائية يرجع إلى استثمار بعض الشركات في أدوات دخل ثابت، وهو ما ظهر جليًا في نتائج إعمار مصر، التي سجلت أعلى نسبة نمو في الأرباح بـ126.4%، رغم تراجع الإيرادات بنسبة 27%، وانخفاض الوحدات المُسلّمة بنحو 4%.
وبلغ إجمالي إيرادات الشركات السبع خلال 2024 حوالي 112 مليار جنيه، مقابل 89 مليارًا في العام السابق، بنسبة نمو بلغت 25% فقط.
طلعت مصطفى تتصدر من حيث الربح المطلق
ورغم أن مجموعة طلعت مصطفى القابضة حققت أعلى نسبة نمو في الأرباح السنوية بنحو 339.4%، إلا أن هذا النمو جاء مدفوعًا بشكل رئيسي من نشاط الفنادق، بينما ارتفع مجمل ربح النشاط العقاري بنسبة 7.3% فقط على أساس سنوي.
أما محمود جاد، الرئيس المشارك لإدارة البحوث في “العربي الأفريقي”، فأشار إلى أن التحسن في المؤشرات المالية يعكس مبيعات تم التعاقد عليها منذ 4 إلى 5 سنوات، موضحًا أن الزيادة الكبيرة في أسعار البيع خلال السنوات الماضية ساهمت في تعزيز المراكز المالية، حتى مع تراجع عدد الوحدات المُباعة أو المُسلّمة.
تراجع ملحوظ في تسليم الوحدات
سجلت شركة “مدينة مصر” أعلى نسبة تراجع في تسليم الوحدات خلال 2024، بنسبة وصلت إلى 41.5% مقارنة بالعام السابق، وأوضحت الشركة أن هذا التراجع يرجع إلى تركيزها على استكمال الأعمال الإنشائية في مشروعي “تاج سيتي” و”سراي”.
وتراجعت أيضًا إيرادات النشاط لدى بالم هيلز بنسبة 56%، وأوراسكوم للتنمية مصر بنسبة 42.2%، بينما انخفضت في إعمار مصر بنسبة 27%، وعامر جروب بنسبة 15%. في المقابل، سجلت “مدينة مصر” و”طلعت مصطفى” نموًا في الإيرادات بـ6.6% و13.4% على التوالي، رغم أن الأخيرة اعتمدت بدرجة كبيرة على عائدات الفنادق.
وشهدت نتائج مدينة مصر تراجعًا حادًا في الإيرادات خلال الربع الرابع من العام بنسبة 70.2%، وهو ما عزته الشركة إلى تغيّر الجدول الزمني للتسليمات بفعل التحديات التي تواجه السوق.
التحول نحو العقارات الفاخرة
وتلفت سلمى حسين، رئيسة قسم البحوث في شركة “نعيم”، إلى أن بعض الشركات باتت تركّز على الوحدات الأعلى سعرًا، حتى مع انخفاض الكميات المبيعة، في محاولة للحفاظ على هوامش الربح.
وقالت إن السوق شهدت تحولًا ملحوظًا بعد صفقة “رأس الحكمة”، ما رفع الطلب على العقارات الفاخرة، خاصة بالساحل الشمالي.
ورغم هذا التوجه، ترى حسين أن السوق العقارية بشكل عام تمر بفترة تباطؤ نتيجة انخفاض القدرة الشرائية بفعل تراجع الجنيه، بالإضافة إلى القيود التي فرضتها الشركات للحد من المضاربة، مثل فرض رسوم على إعادة البيع.
حركة الأسهم العقارية في البورصة
سجل مؤشر القطاع العقاري المدرج بالبورصة المصرية ارتفاعًا بنسبة 7.6% خلال الربع الأول من 2025، بعد أن أنهى الربع الرابع من 2024 على انخفاض بـ4.7%.
وكان القطاع قد حقق ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 54% في الربع الأول من 2024، تلاه صعود بـ2.9% في الربع الثاني، ثم قفزة بـ19.2% في الربع الثالث.
ويبلغ عدد الشركات العقارية المُدرجة في البورصة المصرية حاليًا نحو 36 شركة، بإجمالي رأسمال سوقي يقدر بنحو 263 مليار جنيه، بحسب بيانات البورصة.