أقامت شركة أوتوديسك العالمية، الرائدة في صناعة البرمجيات الهندسية، قمة “مستقبل البناء الرقمي”، التي انطلقت فعالياتها اليوم الأربعاء بمشاركة أكثر من 200 شخصية بارزة من القطاعين الحكومي والخاص، إلى جانب عدد من المتخصصين في مجالي التكنولوجيا والإنشاءات.
محاور القمة ورؤية أوتوديسك
ركزت القمة على استعراض الفرص والتحديات التي تواجه التحول الرقمي في المشروعات الإنشائية، إضافة إلى تسليط الضوء على الشراكات القائمة والمستقبلية بين أوتوديسك والحكومة المصرية.
حيث تعد الشركة شريكًا رئيسيًا في تنفيذ عدد من المشروعات القومية الكبرى، مثل المتحف المصري الكبير، مدينة العلمين الجديدة، مشروع الضبعة النووي، ومحطة معالجة مياه بحر البقر، فضلًا عن تطوير الخدمات الرقمية في مختلف الجهات الحكومية.
وأكد حازم نبيل، المدير الإقليمي لشركة أوتوديسك مصر، أن هناك خطة طموحة لتعزيز عملية التحول الرقمي في السوق المصرية، تماشيًا مع رؤية مصر 2030، مشيرًا إلى أن أوتوديسك تسعى لأن تكون الشريك الحصري للحكومة في هذا المجال.
كما كشف عن خطط الشركة للتعاون مع وزارتي الصحة والصناعة، وهيئة قناة السويس، ومبادرة حياة كريمة خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى الإعداد لإطلاق الكود المصري الخاص باشتراطات وتشغيل واستدامة المدن الذكية.
وفيما يتعلق بتطوير الكوادر البشرية، أوضح نبيل أن هناك تنسيقًا مع وزارتي الاتصالات والتعليم لإدخال تقنيات أوتوديسك في عدد من المبادرات التي تستهدف تدريب طلاب المراحل الإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى التعاون مع وزارة الهجرة لتأهيل العمالة المصرية وتصديرها إلى الأسواق الخارجية، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الاحتياطي النقدي من العملة الأجنبية.
شراكات استراتيجية ومبادرات جديدة
من جانبه، أوضح الدكتور كمال شوقي، الرئيس التنفيذي لشركة أبديتيد سوليوشنز، الشريك الاستراتيجي لأوتوديسك مصر، أن الشركة أطلقت مؤخرًا مبادرة لتدريب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية على نظام نمذجة معلومات البناء (BIM)، تماشيًا مع توجهات الدولة نحو التحول الرقمي.
وأشار شوقي إلى أن دور الشركة لا يقتصر على التدريب فقط، بل يمتد إلى تقديم برمجيات متطورة، وتأهيل الشركات للحصول على شهادة الأيزو 650_19، بالإضافة إلى التعاون مع شركة العاصمة الإدارية الجديدة لإنشاء منصة رقمية لإدارة تصاريح الجهات الحكومية، إلى جانب تطوير حلول تكنولوجية متقدمة في قطاع المياه، والتي تلقت طلبات من دول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات للاستفادة منها.
التحول الرقمي في المشروعات القومية
وفي إطار جهود الدولة نحو الرقمنة، أكد الدكتور أنور إسماعيل، مساعد وزير الصحة للمشروعات القومية، أن الوزارة تستهدف التحول الرقمي الكامل لمشروعاتها بحلول نهاية عام 2025، مشددًا على الدعم الكبير الذي توليه القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لهذا الملف.
وأضاف إسماعيل أن التكلفة الاستثمارية لمشروعات وزارة الصحة تتجاوز 100 مليار جنيه، موضحًا أن ميكنة الإجراءات بالتعاون مع أوتوديسك ساهمت في تخفيض التكاليف بنسبة 10%، بالإضافة إلى تقليص مدة التنفيذ.
أما الدكتور حسام صبحي، مدير إدارة المشروعات بالهيئة القومية للأنفاق، فأكد أن الهيئة تعتمد على تقنية نظم نمذجة معلومات البناء (BIM) لتحقيق الاستدامة في الإنشاءات، مشيرًا إلى أن تطبيق هذه التقنية بشكل موسع سيساهم في تحسين كفاءة التنفيذ، وخفض التكاليف، وزيادة الأرباح.
وفي قطاع المقاولات، كشف اللواء دكتور محمد مندور، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب للصيانة والتشغيل، أن التحديات المتعلقة بالعملة الصعبة دفعت الشركة إلى إنتاج حلول تكنولوجية محلية بنسبة 100%، من بينها أجهزة استشعار لقياس مستوى الرطوبة وجودة الهواء في المستشفيات، بالإضافة إلى تطوير حساسات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة درجة الحرارة في المنشآت المختلفة، بهدف التنبؤ بالمشكلات قبل وقوعها.
وفي الإطار ذاته، أكد الدكتور إيهاب شقير، مساعد رئيس مجلس إدارة شركة إنبي، أن قطاع البترول يولي اهتمامًا كبيرًا بعملية التحول الرقمي، مشددًا على ضرورة تعزيز ثقافة الرقمنة في جميع الشركات لمواجهة التحديات المحتملة.
أما المهندس محمد الزغل، عضو القطاع التكنولوجي بشركة العاصمة الإدارية الجديدة، فكشف عن العمل حاليًا على تصميم منصة رقمية موحدة، تتيح لجميع الجهات المعنية مراجعة التراخيص المعمارية والإنشائية بشكل أسرع وأكثر كفاءة.
أوتوديسك.. شريك رئيسي في التحول الرقمي
جدير بالذكر أن أوتوديسك هي شركة برمجيات أمريكية متعددة الجنسيات، متخصصة في تطوير حلول تكنولوجية متقدمة في مجالات الهندسة، التصميم، البناء، الإعلام، والصناعات الترفيهية، حيث توفر أدوات رقمية تدعم تنفيذ المشروعات بجودة وكفاءة عالية.