حققت صادرات مصر من النحاس ومصنوعاته قفزة نوعية خلال عام 2024، حيث تجاوزت حاجز المليار دولار، مقارنةً بـ690 مليون دولار في عام 2023، مسجلةً نموًا بنسبة 47%، وفقًا للبيانات الصادرة عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات في مصر.
السعودية في الصدارة
أظهرت البيانات أن المنتجات النحاسية المصرية وصلت إلى 44 دولة حول العالم خلال العام الماضي، إلا أن خمس دول فقط (السعودية، تركيا، إيطاليا، الجزائر، الصين) استحوذت على نحو 90% من إجمالي هذه الصادرات، بقيمة تتجاوز 900 مليون دولار.
وتصدرت المملكة العربية السعودية قائمة أكبر مستوردي النحاس المصري، حيث استحوذت وحدها على 63% من إجمالي الصادرات بقيمة 642.1 مليون دولار، مقابل 336 مليون دولار في 2023، محققةً معدل نمو قياسي بلغ 91%.
وأوضح مصدر في إحدى كبرى شركات تصدير النحاس أن الطلب السعودي المتزايد يرجع إلى التوسع في مشروعات الطاقة، سواء التقليدية أو المتجددة، بالإضافة إلى النهضة العمرانية الواسعة التي تشهدها المملكة، إلى جانب احتياجات صناعات الإلكترونيات والسيارات.
كما أشار المصدر إلى أن السعودية أصبحت وجهة رئيسية للاستثمارات الأجنبية في صناعة النحاس، وهو ما قد يدفع الشركات المصرية إلى تخصيص جزء من إنتاجها لتلبية احتياجات المملكة من الخام، مع وضع خطة لتوسيع أسواق التصدير لتجنب أي تأثير محتمل في حال قررت السعودية تعزيز إنتاجها المحلي.
تفاوت الطلب بين الدول المستوردة
حلت تركيا في المركز الثاني ضمن قائمة الدول المستوردة للنحاس المصري، حيث بلغت وارداتها 88.3 مليون دولار خلال 2024، مقابل 74.4 مليون دولار في العام السابق، بنمو بلغ 19%.
أما إيطاليا، فقد شهدت انخفاضًا في وارداتها بنسبة 9%، حيث استوردت منتجات نحاسية بقيمة 75.1 مليون دولار، مقارنةً بـ82.4 مليون دولار في 2023.
وعلى النقيض، ارتفعت واردات الجزائر من النحاس المصري إلى 59.6 مليون دولار، مقابل 55.5 مليونًا في العام السابق، مسجلةً زيادة بنسبة 7%.
كما حققت الصين نموًا ملحوظًا في وارداتها من النحاس المصري، حيث ارتفعت إلى 40.6 مليون دولار، مقارنةً بـ27.5 مليون دولار في 2023، بمعدل زيادة بلغ 47%.
زيادة الطلب في الأسواق العربية والأفريقية
ووفقًا لمصدر في المجلس التصديري لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، فإن القفزة في صادرات النحاس المصري جاءت مدفوعة بالطلب القوي من الدول العربية، لا سيما السعودية وتونس ولبنان والجزائر والأردن.
وأوضح المصدر أن أغلب الصادرات المصرية تركزت في الكابلات النحاسية، التي تحظى بطلب مرتفع في الأسواق التي تشهد مشروعات عمرانية ضخمة، مثل السعودية.
كما شهدت الأسواق الأوروبية، خصوصًا إسبانيا وإيطاليا واليونان والبرتغال، طلبًا متزايدًا على المنتجات النحاسية المصرية خلال العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، توسعت الصادرات في الأسواق الأفريقية، مع زيادة الإقبال من غانا وتوجو وساحل العاج ونيجيريا وإثيوبيا.
تأثير الأسعار العالمية على الصادرات
شهدت أسعار النحاس تراجعًا خلال الفترة الأخيرة في بورصة لندن للمعادن، حيث انخفضت إلى نحو 9350 دولارًا للطن، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها خلال خمس سنوات في أكتوبر الماضي عند 10,770 دولارًا للطن، وفق بيانات موقع “ماركتس إنسايدر”.
وفي هذا السياق، قال علي حفظي، رئيس شركة المصرية لتشغيل المعادن، إن الجزء الأكبر من صادرات النحاس المصرية يتمتع بقيمة مضافة، حيث يُصدر في شكل مصنوعات نحاسية وليس خامًا. وأعرب عن أمله في أن يشهد الطلب العربي والدولي مزيدًا من النمو خلال الفترة المقبلة لتعزيز عائدات القطاع.