أكد رجل الأعمال نجيب ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، أن التوترات الجيوسياسية الحالية في المنطقة لم تظهر تأثيراً قوياً على الأسواق المالية حتي الآن، لكنها ساهمت في خلق الترقب ودفعت العديد من المستثمرين إلى تجميد قراراتهم في عدد من الدول.
وأشار ساويرس، فى تصريحات صحفية، إلى أن أسعار الذهب والنفط شهدت ارتفاعات محدودة، مضيفاً أن الذهب يتحرك ضمن نطاق ضيق دون تقلبات كبيرة.
وتوقع أن تنتهي الحرب خلال أيام أو أسبوع على الأكثر، قائلاً: “هي حرب بلا نهاية، فلا أعتقد أن إسرائيل ستقضي على القوة النووية الإيرانية، كما أن إيران لن تنتصر عسكريًا على إسرائيل”.
تحدث ساويرس عن استثمارات شركته العقارية في العراق، مؤكداً أنها تسير بشكل طبيعي دون تأثر مباشر بالحرب.
ووصف المناخ الاستثماري في العراق بـ”الواعد”، مشيرًا إلى أن البلاد ما زالت بعيدة نسبيًا عن دائرة التوتر.
وبشأن أزمة الغاز في مصر، أعرب ساويرس عن رفضه لقرار وقف إمدادات الغاز للمصانع، خاصة مصانع الأسمدة، محذرًا من أن هذا القرار قد يتسبب في أزمة زراعية تشمل تراجع الصادرات الزراعية وصعوبة تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وأكد ضرورة تقليل الاعتماد على الغاز الإسرائيلي، واصفاً إياه بأنه “غاز سياسي” معرض للانقطاع في حال أي أزمة.
وحول سعر الدولار مقابل الجنيه، رأى ساويرس أن الاستقرار الحالي يعود إلى تحسن إيرادات السياحة وزيادة الصادرات وانتعاش القطاع الخاص.
لكنه حذر من أن القروض المستحقة على مصر حتى نهاية العام قد تؤدي إلى ضغوط على العملة المحلية، داعياً إلى وضع خطة واضحة لتسديد هذه الالتزامات.
انتقد ساويرس طريقة إدارة القطاع العام في مصر، قائلاً إن العديد من الشركات العامة تتكبد خسائر ضخمة تصل إلى ملياري جنيه دون وجود محاسبة حقيقية، مضيفًا: “القطاع العام يشهد اختلاسات ورشاوى ولا أحد يُحاسَب، ورئيس الشركة الخاسرة يحصل على حوافز”.
ودعا لإنهاء “أسطورة القطاع العام” بسبب ما اعتبره ضعفًا في الرقابة والإدارة.
فيما يخص الاستثمار في الذهب، أوضح ساويرس أن تكلفة استخراج الأونصة تتراوح بين 1200 و1500 دولار، ما يعني أن هامش الربح لا يزال جيدًا حتى في حال انخفاض السعر.
وأشار إلى أن الصين وروسيا هما أكبر المشترين للذهب حاليًا في إطار سعيهما للتحوّط من هيمنة الدولار.
وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتخفيض قيمة الدولار، وهو ما ينعكس إيجابًا على الذهب.
كما نبه إلى أن المعروض من الذهب محدود نظرًا للوقت الذي تحتاجه المناجم الجديدة لبدء الإنتاج.
وصف ساويرس الفرنك السويسري بأنه “عملة حديدية” لا تتأثر بالأزمات، معتبرًا أنه أداة فعالة للتحوط بجانب الاستثمار العقاري.
وأوصى بالاحتفاظ بنسبة تتراوح بين 25% و30% من المحفظة الاستثمارية في صورة نقدية، استعدادًا لاقتناص الفرص الاستثمارية عند ظهورها.
في ما يخص الاستثمار في لبنان، رأى ساويرس أن عودة المستثمرين مرهونة بسيطرة الدولة على السلاح، داعيًا إيران لإقناع “حزب الله” بتسليم سلاحه كخطوة أساسية.
كما أشار إلى أن الاستثمار في سوريا يمكن أن يصبح ممكنًا “إذا تم ضبط الحريات ومواجهة الفكر المتطرف”.