أعلنت شركة “أبوقير للأسمدة والكيماويات”، تبنيها استخدام الهيدروجين الأخضر كوقود بديل جزئي للغاز الطبيعي في إنتاجها، لتكون بذلك أول شركة مصرية تعتمد هذه التقنية في صناعة الأسمدة.
جاء ذلك في إفصاح منشور على موقع البورصة المصرية يوم الخميس، حيث أكدت الشركة أنها ستستخدم 50 طناً يومياً من الهيدروجين المورد لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنعها “أبوقير (1)” للأمونيا من 1100 طن إلى 1200 طن يومياً، وكذلك لإحلال جزء من الغاز المستخدم في مصنعي “أبوقير (2)” و”أبوقير (3)” للأمونيا.
أبوقير للأسمدة وأزمة إمدادات الغاز
في سبتمبر الماضي، أشار عابد عز الرجال، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في “أبوقير للأسمدة”، إلى أن الشركة كانت تواجه أزمة في إمدادات الغاز بسبب نقص الوقود المورّد من الحكومة، مما دفعها إلى التفكير في الاعتماد على الهيدروجين الأخضر. حيث توقفت مصانع الشركة عن العمل في يونيو بسبب موجة الطقس الحار التي تسببت في زيادة استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى توقف بعض مصادر إمداد الغاز الإقليمي.
وتعد مصانع الأسمدة من أكبر القطاعات استهلاكاً للغاز، لا سيما في إنتاج مادة “اليوريا” المستخدمة في الأسمدة.
الهيدروجين الأخضر كجزء من تحول صناعي
يُعد استخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الأمونيا جزءاً من توجه أوسع للشركة للاستفادة من هذا الوقود النظيف.
وفي يونيو الماضي، أُعلن عن تحالف يضم “أبوقير للأسمدة”، “حلوان للأسمدة”، و”الأهلي كابيتال” التابعة للبنك الأهلي المصري لإقامة مشروع مشترك لإنتاج الأمونيا من الهيدروجين الأخضر باستثمارات تقدر بنحو 1.2 مليار دولار في المرحلة الأولى.
ويتم إنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والشمس لتقسيم ذرات الماء، ويُعتبر من الوقود الحاسم في التحول إلى الطاقة النظيفة.
استثمارات واعدة في الهيدروجين الأخضر
وتتوقع الحكومة المصرية أن تصل الاستثمارات في مشروعات الهيدروجين الأخضر إلى نحو 81.6 مليار دولار بحلول 2035.
في إطار جهودها نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، وقعت مصر منذ قمة المناخ “كوب 27” في شرم الشيخ 27 مذكرة تفاهم مع مستثمرين لتنفيذ مشروعات للطاقة المتجددة، بإجمالي قدرات تصل إلى 115 غيغاواط، تشمل 63 غيغاواط من طاقة الرياح و52 غيغاواط من الطاقة الشمسية.
كما تخطط الحكومة لخفض تكلفة الإنتاج من 2.7 دولار لكل كيلوغرام في 2025 إلى 1.7 دولار في 2050، مما سيسهم في تقليل واردات مصر من المواد البترولية وتقليص الانبعاثات الكربونية.
وتواصل مصر جهودها لتطوير استراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر، التي تهدف إلى تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول 2035 وتعزيز مكانتها كقوة رائدة في مجال الطاقة المتجددة.