أعلنت مجموعة “علي بابا” الصينية القابضة عن خطتها لاستثمار ما لا يقل عن 380 مليار يوان (52.44 مليار دولار) في تطوير بنيتها التحتية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الثلاث المقبلة، في خطوة تعكس التزامها بتوسيع أعمالها في هذه القطاعات الحيوية.
وأشارت الشركة إلى أن هذا الاستثمار الضخم يتجاوز إجمالي ما أنفقته على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية خلال العقد الماضي، مما يبرز أهمية هذه المجالات في استراتيجيتها المستقبلية.
نمو ملحوظ في إيرادات علي بابا وارتفاع في الأسهم
تصدرت “علي بابا” مشهد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي بالصين خلال العام الجاري، حيث نجحت في جذب مستثمرين عبر صفقات تجارية استراتيجية.
وارتفع سهم الشركة بأكثر من 68% منذ بداية العام، فيما شهدت أسهمها قفزة بنسبة 15% في بورصة هونغ كونغ يوم الجمعة الماضي، عقب الإعلان عن تحقيقها أرباحًا قوية بفضل تعافي التجارة الإلكترونية ونمو أعمال الحوسبة السحابية.
وسجلت المجموعة أسرع معدل نمو ربع سنوي لإيراداتها منذ أكثر من عام، حيث ارتفعت بنسبة 8% خلال الربع المنتهي في 31 ديسمبر 2024، لتصل إلى 280 مليار يوان (39 مليار دولار)، متجاوزة توقعات السوق التي بلغت 279.34 مليار يوان.
كما ارتفع صافي الدخل إلى 48.9 مليار يوان (6.7 مليار دولار)، متجاوزًا التقديرات التي توقفت عند 40.6 مليار يوان، وأكثر من ثلاثة أضعاف أرباح نفس الفترة من العام الماضي البالغة 14.4 مليار يوان.
أداء قوي للحوسبة السحابية والتجارة الإلكترونية الدولية
حققت إيرادات قطاع الحوسبة السحابية لدى “علي بابا” نموًا بنسبة 13% على أساس سنوي، لتصل إلى 31.74 مليار يوان، مسجلة أعلى معدل نمو خلال عامين.
وجاء هذا التحسن مدفوعًا بالنمو القوي في خدمات السحابة العامة، حيث شهدت المنتجات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي نموًا ثلاثي الأرقام لمدة ستة أرباع متتالية.
كما شهدت إيرادات التجارة الإلكترونية الدولية ارتفاعًا بنسبة 32% خلال نفس الربع، بفضل الأداء القوي لمنصات “علي إكسبريس” و”ترينديول”، مما يعكس تزايد الطلب العالمي على خدمات التجارة الإلكترونية التي تقدمها المجموعة.
التوجه نحو تعزيز الاستهلاك ودعم الابتكار
في إطار جهودها لدعم الاقتصاد المحلي، أعلنت الصين عن تخصيص 300 مليار يوان (41.5 مليار دولار) عبر سندات حكومية خاصة طويلة الأجل لتعزيز الاستهلاك وتحديث المعدات.
وشهد قطاع التكنولوجيا الصيني انتعاشًا ملحوظًا بعد ظهور شركة “ديب سيك” الناشئة في الذكاء الاصطناعي، والتي قدمت نموذجها المتطور “R1″، ما شكل تحديًا كبيرًا للهيمنة الأمريكية في هذا المجال بفضل أدائه المتفوق وتكلفته المنخفضة.
وفي سياق متصل، تستثمر شركات تكنولوجيا صينية أخرى بقوة في الذكاء الاصطناعي، حيث خصصت شركة “بايت دانس”، المالكة لتطبيق “تيك توك”، أكثر من 150 مليار يوان للإنفاق الرأسمالي هذا العام، مع تركيز معظم هذه الاستثمارات على الذكاء الاصطناعي، وفقًا لمصادر مطلعة.
نظرة مستقبلية
مع استمرار “علي بابا” في توسيع أعمالها في مجالات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن يسهم هذا الاستثمار الكبير في تعزيز مكانتها التنافسية على المستوى العالمي، لا سيما في ظل التوجه المتزايد نحو التحول الرقمي والاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الاقتصادية.