تشهد أسواق الدواجن في مصر حالة من التقلبات السعرية، وسط توقعات بانخفاض كبير في أسعار كتاكيت التسمين خلال الأشهر المقبلة، مع زيادة المعروض واستعادة قطاع الإنتاج نشاطه التدريجي.
وفي ظل تحركات حكومية لضبط السوق ومكافحة الاحتكار، تتباين آراء الخبراء حول مدى سرعة تعافي القطاع، خاصة بعد الأزمات التي واجهها خلال العامين الماضيين، مثل ارتفاع أسعار الأعلاف ونقص النقد الأجنبي.
وتشير تقديرات اتحاد منتجي الدواجن إلى أن السوق قد يحتاج من 7 إلى 9 أشهر ليستعيد توازنه، مما قد يسهم في خفض الأسعار وتخفيف الأعباء على المستهلكين.
توقعت مصادر في اتحاد منتجي الدواجن المصري، أن تشهد أسعار كتاكيت التسمين انخفاضًا كبيرًا خلال الأسابيع الخمسة القادمة، لتتراجع بأكثر من 55% من مستوياتها الحالية التي تبلغ في المتوسط 55 جنيهًا، مع زيادة المعروض في الأسواق أمام مزارع التربية.
التكلفة الفعلية والتأثير على أسعار الدواجن
وفقًا للمصادر، فإن التكلفة الفعلية لإنتاج كتكوت التسمين حاليًا تبلغ حوالي 27 جنيهًا، ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار تدريجيًا،
مما قد ينعكس على تكلفة الدواجن كمنتج نهائي، حيث تتراوح الأسعار الحالية بين 87 و88 جنيهًا للكيلو من أرض المزرعة.
تحركات حكومية لضبط السوق
يأتي هذا التراجع المتوقع في الأسعار بعد إعلان جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية في مصر عن تحريك دعوى جنائية ضد 162 شركة من منتجي كتاكيت التسمين، بسبب اتفاقهم على تحديد أسعار البيع بشكل يومي، مما أدى إلى رفع الأسعار بشكل غير مبرر وإلحاق الضرر بالمستهلك.
ووفقًا لنتائج التحقيقات، فقد تبادل المخالفون معلومات سرية حول كميات الكتاكيت المتاحة، والأسعار، وأسعار الخامات والأعلاف، مما أدى إلى ارتفاع غير مبرر في الأسعار وتحقيق هوامش أرباح احتكارية على حساب المستهلك المصري، الذي يعاني بالفعل من ارتفاع الأعباء المالية.
تأثير أزمة العملة على القطاع
صرّح محمود العناني، رئيس اتحاد منتجي الدواجن، بأن واردات قطاع جدود دواجن التسمين تأثرت بشكل واضح خلال أزمة العملة الصعبة بين عامي 2023 و2024، وذلك قبل تحرير سعر الصرف، ما أدى إلى تراجع الإنتاج وارتفاع التكاليف بصورة كبيرة.
متى تنضبط أوضاع السوق؟
أوضح العناني أن السوق يحتاج إلى 7-9 أشهر حتى تستعيد قطعان الإنتاج نشاطها بعد التوقف بسبب أزمة الدولار، متوقعًا أن يشهد السوق تحسنًا ملحوظًا مع زيادة المعروض خلال الفترة المقبلة.
وجهة نظر الاتحاد حول الأسعار والتحديات
أكد ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، أن صناعة الدواجن حققت نجاحات كبيرة على مدار العقود الماضية، مما ساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير، مشيرًا إلى أن هذه الصناعة تتميز بطبيعة خاصة، حيث لا يمكن تخزين الكتاكيت أو البيض أو الدواجن الحية، مما يقلل من فرص الاحتكار.
وأضاف أن الكتاكيت شهدت في بعض الفترات أسعارًا متدنية للغاية، بل وصل الأمر إلى إعدامها في أكتوبر 2023 بسبب نقص الأعلاف، ما يجعل من الضروري تقييم الوضع بشكل أكثر موضوعية، خاصة وأن الصناعة تضم آلاف المنتجين.
وأشار الزيني إلى أن الأزمات الاقتصادية العالمية والمحلية، مثل نقص النقد الأجنبي، وارتفاع أسعار الأعلاف، وزيادة تكلفة الأمصال واللقاحات بنسبة 500%، كان لها تأثير كبير على أسعار الكتاكيت، وليس فقط مسألة الاحتكار.
تأثير العوامل البيئية على الإنتاج
كما لفت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة صيفًا وزيادة معدلات النفوق بسبب البرد في الشتاء، تسببا في فقدان أعداد كبيرة من الدواجن، مما أدى إلى نقص المعروض وارتفاع الأسعار خلال الفترات الماضية.
مع تحركات الجهات الرقابية لضبط السوق، والتوقعات بانخفاض أسعار الكتاكيت، يترقب العاملون في قطاع الدواجن والمستهلكون على حد سواء تحسن الأوضاع خلال الفترة القادمة،
على أمل أن يؤدي ارتفاع المعروض إلى خفض الأسعار، مما يسهم في تخفيف الأعباء على المواطنين وتحقيق استقرار أكبر في السوق.