تعتزم شركة “ميديا” الصينية، أحد أبرز مصنّعي الأجهزة المنزلية عالميًا، تعزيز استثماراتها في السوق المصرية بإضافة ما لا يقل عن 50 مليون دولار مطلع عام 2026،
ضمن خطة توسعية تركز على تطوير الصناعات المغذية وزيادة الاعتماد على التصنيع المحلي، بحسب ما صرّح به بهجت الداهش، مدير تطوير الأعمال بالشركة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، لـ”الشرق”.
شبكة إنتاج متكاملة في مصر
متلك “ميديا” حاليًا أربعة مصانع موزعة بين مدن مختلفة في مصر؛ اثنان في مدينة السادس من أكتوبر لإنتاج الغسالات والثلاجات، وآخر في أبو رواش مخصص للسخانات، ومصنع إضافي في منطقة العين السخنة التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لإنتاج غسالات الأطباق.
وتستعد الشركة لتوسيع نشاطها ليشمل إنتاج الأجهزة الصغيرة مثل المايكروويف والمراوح، في إطار توجه نحو تقليص فاتورة الاستيراد.
مشروع صناعي ضخم في مدينة السادات
كانت “ميديا” قد حصلت على “الرخصة الذهبية” من الهيئة العامة للاستثمار في نوفمبر 2023، ما سهّل إجراءات تأسيس مجمع صناعي كبير في مدينة السادات على مساحة 220 ألف متر مربع.
وتشمل التوسعات المرتقبة تدشين مصنعين جديدين بالمجمع، أحدهما لإنتاج الغسالات من المخطط بدء تشغيله في أغسطس 2025، والآخر للثلاجات بحلول نوفمبر من نفس العام.
وارتفعت الاستثمارات الإجمالية بالمجمع من 105 ملايين دولار إلى 150 مليون دولار، بزيادة نسبتها 43%، فيما تُقدر الطاقة الإنتاجية للمصنعين بنحو 1.2 مليون جهاز سنويًا، منها 500 ألف غسالة و700 ألف ثلاجة، وتصل نسبة المكوّن المحلي في التصنيع إلى نحو 70%.
تحول نحو تصنيع المكونات محليًا
أوضح الداهش أن التوسعات الجديدة تركز على تعميق التصنيع المحلي من خلال التعاون مع مورّدين مصريين، في محاولة لتقليص الاعتماد على المكونات المستوردة إلى النصف على الأقل، بما يسهم في تعزيز الاستقلالية الإنتاجية وتقليل الكُلفة الإجمالية.
نمو ملحوظ في الصادرات والحصة السوقية
أشار الداهش إلى أن نحو 50% من إنتاج “ميديا” في مصر يُخصص للتصدير، فيما تبلغ الحصة السوقية الحالية للشركة داخل السوق المحلية نحو 30%. وتستهدف الشركة رفع هذه النسبة إلى أكثر من 40% بعد اكتمال التوسعات الجديدة.
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تجذب الاستثمارات الصينية
تعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس محورًا استثماريًا رئيسيًا للشركات الصينية، حيث بلغ عدد المشروعات القائمة بها نحو 11 مشروعًا منذ بداية 2025، بإجمالي استثمارات تخطّت 2.3 مليار دولار،
في مجالات متنوعة تشمل الإلكترونيات والأجهزة المنزلية والخلايا الشمسية والملابس والمنسوجات والصناعات الغذائية والكيميائية.
مناخ جاذب رغم التحديات العالمية
وفي سياق متصل، أوضح رجال أعمال وخبراء أن التوجه المتزايد للشركات الصينية نحو مصر يأتي في ظل رغبتها في تنويع مراكز الإنتاج والتوريد عالميًا، خاصة بعد القرارات الأميركية الأخيرة بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية.
وتطمح بكين من خلال هذه التحركات إلى فتح أسواق بديلة وتعزيز سلاسل الإمداد في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا.
طموحات مصرية لجذب المزيد من الاستثمارات الصناعية
تأتي هذه التوسعات الصينية في إطار التوجه الحكومي المصري نحو جذب استثمارات صناعية بقيمة 3.5 مليار دولار خلال عام 2025، بزيادة قدرها 15% عن العام السابق، وفق تصريحات سابقة لرئيس جهاز التمثيل التجاري المصري، يحيى الواثق بالله.