ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بنسبة تقارب 18% خلال عام 2024، بينما شهدت الأوقية في البورصة العالمية زيادة سنوية تتجاوز 27%، في أكبر ارتفاع سنوي منذ عام 2010، مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن وخفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة عالميًا.
الأداء المحلي والعالمي للذهب
أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب المحلية ارتفعت بمقدار 565 جنيهًا خلال العام، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 3175 جنيهًا، ووصل إلى 4200 جنيه في يناير، قبل أن يتراجع إلى 3000 جنيه، ثم يختتم العام عند 3740 جنيهًا.
على الصعيد العالمي، ارتفعت الأوقية بمقدار 562 دولارًا، لتبدأ العام عند 2062 دولارًا، وتسجل أعلى مستوى تاريخي لها عند 2800 دولار في 31 أكتوبر، قبل أن تختتم العام عند 2624 دولارًا.
أسعار الذهب في شهر ديسمبر
شهد شهر ديسمبر ارتفاعًا محليًا في أسعار الذهب بنسبة 1.4%، حيث ارتفع جرام عيار 21 من 3690 جنيهًا إلى 3740 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية عالميًا بنسبة 1% لتغلق عند 2624 دولارًا، وسط حالة استقرار بالسوق المحلية بالتزامن مع عطلة رأس السنة الميلادية.
الطلب المحلي وتأثير الاقتصاد
أشار إمبابي إلى أن ارتفاع أسعار الذهب محليًا يعود إلى الطلب المعتدل كوسيلة تحوط من تراجع العملة المحلية. كما تراجعت أسعار الذهب محليًا بنسبة 0.6% في النصف الأول من العام، متأثرة بتحركات الحكومة للقضاء على السوق السوداء وضبط سعر الصرف.
وأضاف أن اضطرابات الأسواق في يناير، بما في ذلك غلق وكالة الجواهرجية وعمليات القبض على بعض تجار الذهب الخام، أثرت على الثقة بين المواطنين وأدت إلى تراجع الطلب.
سياسة نقدية وتشديد اقتصادي
شهد عام 2024 استمرار البنك المركزي في اتباع سياسة نقدية متشددة برفع أسعار الفائدة 800 نقطة أساس، مع تطبيق تعويم للجنيه في مارس أدى إلى خفض قيمته بنسبة 40% ليصل إلى 50 جنيهًا للدولار.
أكد إمبابي أن الأحداث الجيوسياسية، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد الصراع في الشرق الأوسط، أسهمت في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية.
ومع ذلك، تعرض الذهب لضغوط في نوفمبر عقب فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث أثارت مقترحاته الاقتصادية توقعات بتوسع السياسة المالية، ما أدى إلى تراجع الذهب عالميًا.