أعلنت شركة “مايكروسوفت” إنهاء خدمة “سكايب”، المنصة التي أحدثت ثورة في عالم الاتصالات عبر الإنترنت، وذلك بعد أكثر من 14 عامًا على استحواذها عليها.
ويأتي هذا القرار في إطار استراتيجية الشركة للتركيز على تطوير تطبيق “تيمز” (Teams) كبديل رئيسي للمستخدمين.
نهاية حقبة “سكايب” وبداية عهد جديد
كان “سكايب” في السابق المنصة الرائدة للمكالمات الرقمية، حيث ساهم في تقليل تكلفة الاتصالات الدولية وأحدث تغييرًا جذريًا في طريقة تواصل المستخدمين.
لكن مع التطور السريع في التكنولوجيا وظهور تطبيقات اتصال مدمجة بالهواتف الذكية وخدمات الفيديو المتطورة مثل “زووم”، بدأ “سكايب” يفقد مكانته.
حاولت “مايكروسوفت” تعزيز مكانة “سكايب” في بيئة العمل من خلال تطويره، إلا أنها واجهت منافسة قوية من تطبيق “سلاك” (Slack).
ونتيجة لذلك، قامت الشركة بتطوير “تيمز” من البداية ليكون منصة مخصصة للاجتماعات والمكالمات الصوتية والفيديو، ما ساعده على الانتشار الواسع بفضل دمجه مع حزمة برامج “مايكروسوفت 365”.
وأوضحت الشركة أن مستخدمي “سكايب” سيتمكنون من الانتقال إلى “تيمز” قبل إغلاق الخدمة نهائيًا في مايو المقبل.
رحلة صعود وهبوط “سكايب”
تأسس “سكايب” عام 2003 على يد مجموعة من رواد الأعمال في شمال أوروبا، واستحوذت عليه لاحقًا شركة “إي باي” (eBay) قبل أن يتم شراؤه من قبل تحالف استثماري.
وفي عام 2011، قررت “مايكروسوفت”، بقيادة الرئيس التنفيذي آنذاك ستيف بالمر، الاستحواذ على “سكايب” مقابل 8.5 مليار دولار، وهو مبلغ يفوق التقييم الداخلي للشركة بنسبة 40%.
في ذلك الوقت، كان ينظر إلى التطبيق على أنه جزء أساسي من استراتيجية “مايكروسوفت” للهواتف المحمولة، إلا أن التطبيق واجه صعوبات كبيرة في مواكبة التطورات السريعة في سوق الاتصالات الرقمية.
تفوقت عليه تطبيقات مثل “واتساب”، و”تيليجرام”، و”سناب شات”، و”وي تشات”، التي قدمت ميزات متطورة جذبت المستخدمين الأفراد.
وبحلول عام 2016، كان لدى التطبيق أكثر من 300 مليون مستخدم شهريًا، لكن هذا الرقم شهد تراجعًا كبيرًا ليصل إلى 36 مليون مستخدم يوميًا بحلول عام 2023.
في المقابل، ارتفع عدد مستخدمي “تيمز” إلى 320 مليون مستخدم شهريًا.
كما أن توجه “مايكروسوفت” نحو قطاع الأعمال أدى إلى دمج “سكايب” ضمن حزمة “أوفيس”، ما جعله يبتعد عن المستخدمين الأفراد. ومع مرور الوقت، زادت مشاكل الخدمة، من أعطال فنية إلى مشكلات في المزامنة بين الأجهزة المختلفة، ما تسبب في فقدان المزيد من المستخدمين.
“تيمز”.. مستقبل مايكروسوفت في الاتصالات الرقمية
يرى جيف تيبر، رئيس قسم الاتصالات وأدوات التعاون في “مايكروسوفت”، أن هذه الخطوة تأتي في إطار تركيز الشركة على تطوير “تيمز”، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأكد أن الشركة لن تقوم بتسريح أي موظفين من فريق “skype”، بل سيتم نقلهم إلى مشاريع أخرى داخل الشركة.
وأضاف تيبر أن “سكايب” كان في وقت ما منصة رائدة لتجارب الذكاء الاصطناعي في “مايكروسوفت”، حيث شهد إطلاق ميزة الترجمة الفورية في الوقت الفعلي، التي وصفها الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا بـ”السحرية” خلال عرض تقديمي عام 2014.
وفي ختام حديثه، أكد تيبر أن “تيمز” أصبح المنتج الأكثر نجاحًا في المجال، وأنه كان من الضروري إبقاء “سكايب” حتى يكون الإصدار المخصص للأفراد من “تيمز” جاهزًا بالكامل، قائلاً: “إنه المستقبل، وبفارق كبير عن أي منافس آخر”.