قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تولي اهتماماً بالغاً بمنطقة الأهرامات الأثرية ومحيطها، وخاصة منطقة “نزلة السمان”، لما لها من مكانة تاريخية عالمية، مؤكداً أن ما تحتويه هذه المنطقة من كنوز أثرية يجعلها دائماً محل متابعة وتطوير مستمر.
وأشار إلى أن الحكومة تسعى جاهدة لتوفير تجربة سياحية متكاملة ومتميزة للزائرين، سواء من المصريين أو السياح الأجانب، عبر رفع كفاءة الخدمات وتيسير الحركة داخل المنطقة.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده رئيس الوزراء، اليوم، لمتابعة الموقف التنفيذي لأعمال التطوير الجارية بالمنطقة الأثرية بالأهرامات، وكذلك استعراض مخططات إحياء منطقة نزلة السمان كمقصد سياحي واعد.
شارك في الاجتماع عدد من الوزراء والمسؤولين، من بينهم وزير السياحة والآثار شريف فتحي، ووزير الإسكان المهندس شريف الشربيني، ومحافظ الجيزة المهندس عادل النجار، وعدد من قيادات الجهات المعنية والخبراء.
وأكد مدبولي على ضرورة الالتزام الكامل بالخطة الموضوعة مسبقاً لإنجاح التشغيل التجريبي، داعياً إلى تنسيق وتضافر جهود جميع الجهات المعنية لتقديم تجربة سياحية سلسة وآمنة تليق بمكانة الأهرامات كأحد أهم المعالم الأثرية في العالم.
من جانبه، أوضح وزير السياحة والآثار أن التطوير الجاري في منطقة الأهرامات تم وفقاً لأعلى المعايير التي تراعي الطابع التاريخي والحضاري للموقع، ما ساهم في تحسين تجربة الزائرين بشكل ملحوظ، وهو ما ينعكس إيجاباً على الترويج للسياحة المصرية عالمياً.
وأشار الوزير إلى أن التشغيل التجريبي للمنطقة يخضع لمتابعة دقيقة، لرصد التحديات التي قد تظهر على أرض الواقع والعمل على حلها سريعاً.
كما نوه إلى أن المنطقة استقبلت أمس نحو 15 ألف زائر، بزيادة 25% عن أول أيام التشغيل التجريبي، في مؤشر إيجابي على نجاح الجهود المبذولة.
كما تم خلال الاجتماع استعراض التطورات في تشغيل عدد من الخدمات الجديدة، مثل مركز الزوار الحديث، ومنظومة الباصات الكهربائية الترددية، وآليات تنظيم دخول الحافلات السياحية من البوابات الجديدة، بالإضافة إلى تنظيم عمل الدواب داخل المنطقة الأثرية.
وفيما يخص منطقة نزلة السمان، عرضت الجهات المعنية رؤية متكاملة لإعادة إحيائها كمقصد سياحي مهم، مع الأخذ في الاعتبار دمجها مع المنطقة الأثرية لتعزيز التكامل السياحي.
وتشمل الخطة محورين رئيسيين: الأول يركز على الإحياء العمراني وتطوير البيئة المعمارية من خلال إعادة تأهيل المباني الحالية بما يتماشى مع الطابع السياحي، أما المحور الثاني فيرتكز على الحفاظ على القيمة الأثرية للمنطقة، وضمان عدم تعارض أي أعمال تطويرية مع الاكتشافات الأثرية الموجودة أو المحتملة.
وشمل العرض أيضاً خطط تحسين تجربة الزوار من حيث التفاعل والخدمات، واستراتيجية التسويق والترويج، إلى جانب آلية متكاملة لإدارة المشروع، وعدد من المقترحات التصميمية والمعمارية التي تحافظ على الطابع المميز للمنطقة.
وقد أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، أن الدولة عازمة على المضي قُدماً في تطوير منطقة الأهرامات ونزلة السمان، لما لهما من أهمية ثقافية وسياحية واقتصادية، متوقعاً أن تزداد أهمية المنطقة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، ما سيجعلها من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم.