تستمر مصر والسعودية في تعزيز مكانتهما كأبرز الوجهات السياحية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تواصلان استقطاب المسافرين بفضل البنية التحتية الحديثة والطلب المستمر طوال العام.
إلى جانب ذلك، يتزايد دورهما كوجهات بديلة محتملة عن الولايات المتحدة التي تشهد تراجعًا في ترتيبها بين وجهات السفر، في ظل التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية.
وفقًا لتقرير منصة السفر الإلكتروني “ويجو” (Wego)، حافظت كل من مصر والسعودية على صدارة تصنيف الوجهات الأكثر طلبًا من المسافرين في المنطقة خلال الأربعة أشهر الأولى من عام 2025، بناءً على أفضليات مستخدمي التطبيق.
وقد أشار التقرير إلى تراجع الاهتمام الأمريكي بشكل ملحوظ، مقارنة مع الماضي، بسبب تشديد سياسات التأشيرات والإجراءات الحدودية، ما جعل مصر والسعودية تسجلان نموًا ملحوظًا في الإقبال السياحي.
السياحة في مصر.. نمو ملحوظ وسط تحديات
تستهدف مصر زيادة عدد السياح إلى 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، حيث تسعى لتوسيع قاعدة غرفها الفندقية بإضافة 200 ألف غرفة جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة.
ويعد افتتاح “المتحف المصري الكبير” في يوليو المقبل خطوة مهمة في جذب المزيد من السياح، إذ من المتوقع أن يستقطب نحو 5 ملايين زائر سنويًا.
كما أن تراجع قيمة الجنيه المصري يعزز من جاذبية مصر للزوار الأجانب، نظرًا لانخفاض الأسعار بالنسبة للعملات الأجنبية.
وقد سجلت مصر رقماً قياسيًا في عدد السياح العام الماضي بلغ 15.78 مليون سائح، رغم التحديات السياسية والاقتصادية في المنطقة، وهو ما يعكس قوة القطاع السياحي المصري الذي يعتمد على التنوع السياحي بين الآثار العريقة، المنتجعات الشاطئية، والرحلات البحرية في نهر النيل.
السعودية.. سياحة مبتكرة ومشاريع ضخمة
أما السعودية، فقد أظهرت تقدمًا ملحوظًا في قطاع السياحة، وذلك في إطار رؤية “السعودية 2030″، التي تهدف إلى تقليص اعتماد الاقتصاد على النفط. حيث شهد القطاع السياحي طفرة كبيرة من خلال استثمارات ضخمة في مشاريع سياحية مثل نيوم، البحر الأحمر، والقدية، إضافة إلى تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات.
ومن المتوقع أن ترتفع زيارات السياح إلى 150 مليون زيارة سنويًا بحلول 2030، وذلك بعد أن تجاوزت المملكة هدفها الأولي البالغ 100 مليون سائح في عام 2023.
تشهد السعودية أيضًا تطورًا في استثمارات الفنادق والمنتجعات، حيث من المتوقع افتتاح 11 فندقًا جديدًا في وجهة البحر الأحمر هذا العام.
وتأتي “القدية” كأبرز المشاريع المنتظرة في نهاية العام، مما يعكس التزام المملكة بتحقيق قفزات نوعية في قطاع السياحة.
تسهيلات التأشيرات.. خطوة جذب إضافية
أحد العوامل التي تسعى السعودية من خلالها لتعزيز السياحة هو تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات، حيث أطلقت المملكة منصة موحدة “تأشيرة السعودية” التي تهدف إلى تسريع الإجراءات وجذب عدد أكبر من السياح.
ويعتبر هذا جزءًا من خططها لرفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول عام 2030، بعد أن بلغت هذه النسبة 5% في 2023.
التنافس على السياحة.. تزايد الخيارات للزوار
مع تزايد القيود على السفر إلى الولايات المتحدة، من المتوقع أن تستمر مصر والسعودية في الاستفادة من هذه التحولات العالمية، حيث تزداد الخيارات أمام المسافرين من أوروبا ودول أخرى في الشرق الأوسط.