شهدت القاهرة توقيع اتفاق تمويلي جديد بين الحكومة المصرية والبنك الأفريقي للتنمية، في إطار دعم المرحلة الرابعة من محطة معالجة مياه الصرف الصحي بأبو رواش، والذي يستهدف رفع الطاقة الإنتاجية للمحطة من 1.6 إلى 2.0 مليون متر مكعب يوميًا،
بما ينعكس إيجابًا على جودة الحياة لأكثر من 10 ملايين مواطن بمحافظة الجيزة والمناطق المحيطة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقدته الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع الدكتور أكينومي أديسينا، رئيس البنك الأفريقي للتنمية، في إطار زيارته الرسمية إلى مصر،
والتي تأتي ضمن مسار الشراكة الإستراتيجية الممتدة بين الجانبين، وتعزيز التعاون في ملفات التنمية المستدامة وتكامل البنية التحتية الإقليمية بالقارة الأفريقية.
وحضر اللقاء عدد من مسؤولي البنك، من بينهم السفير جلال الطرابلسي، المبعوث الخاص لرئيس البنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج، ومحمد العزيزي، المدير العام الإقليمي لشمال إفريقيا، وعبد الرحمن دياو، المدير القطري للبنك في مصر.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط خلال اللقاء على عمق العلاقات بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية، مشيدةً بالدعم المتواصل الذي قدمه البنك لمصر على مدار أكثر من عشرة أعوام، بما في ذلك دعم استضافة مصر للاجتماعات السنوية للبنك عام 2023.
كما نوّهت إلى أهمية هذه الشراكة في تعزيز التمكين الاقتصادي للقطاع الخاص ودعم الاستثمارات الإنتاجية والتنموية.
وأشارت الوزيرة إلى نجاح التعاون المشترك ضمن المنصة الوطنية لبرنامج “نُوفّي”، وخاصة في محور المياه، حيث ساهم البنك بدور محوري في حشد التمويل لمشروعات مستدامة، من بينها مشروعات تحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة.
كما أشادت بإصدار مصر لأول سندات “باندا” مستدامة في أفريقيا، بقيمة تعادل 478 مليون دولار، بدعم ضمانة من البنك بقيمة 345 مليون دولار.
وفي سياق متصل، استعرضت “المشاط” جهود وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي بعد دمج الاختصاصات، مؤكدة على المضي قدمًا في إعداد “السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية” وتعزيز بيئة الأعمال من خلال المجموعة الوزارية لريادة الأعمال، مع الإشادة بمشاركة البنك الفعالة في دعم هذا القطاع.
من جانبه، أعرب الدكتور أكينومي أديسينا عن سعادته بزيارة مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى إعجابه بالتطور العمراني الهائل في العاصمة الإدارية الجديدة، وبقيادة مصر التنموية على مستوى القارة الأفريقية.
كما أكد فخره بالشراكة طويلة الأمد بين البنك ومصر منذ عام 1974، والتي تعززت مع تنفيذ مشروعات نوعية في الطاقة والبنية التحتية.
وأضاف أن مصر تمثل نموذجًا رائدًا في الإصلاح الاقتصادي، وقد استطاعت جذب استثمارات أجنبية وتنفيذ مشروعات ضخمة مثل مجمع “بنبان” للطاقة الشمسية، ومحطات طاقة الرياح، ومعالجة وتحلية المياه، مما يعزز مكانتها كمركز صناعي واستثماري رئيسي في القارة.
واختتم اللقاء بتأكيد الجانبين على أهمية المضي قدمًا في توسيع آفاق التعاون وتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة، وبما يواكب طموحات الدولة المصرية في تحقيق نقلة نوعية في مختلف القطاعات.
يُذكر أن محفظة التعاون السيادي بين مصر والبنك الأفريقي للتنمية تجاوزت 7.79 مليار دولار عبر 128 عملية، بينما بلغت محفظة التعاون غير السيادي في القطاع الخاص نحو 1.1 مليار دولار ضمن 14 عملية.