افتتح المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، مشروع التطوير المتكامل لقرية “الطوناب” بمركز إدفو شمال محافظة أسوان، في خطوة تعكس توجه الدولة نحو دعم التنمية المستدامة في صعيد مصر، وتعزيز دور قطاع البترول في التنمية المجتمعية.
يأتي المشروع ثمرة تعاون بين شركة الوادي الجديد للثروة المعدنية والطفلة الزيتية “واديكو”، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول، وجمعية الأورمان، وذلك ضمن استراتيجية وزارة البترول لتعزيز التكامل مع مؤسسات المجتمع المدني وتفعيل دورها في دعم المجتمعات المحيطة بمواقع الإنتاج.
نموذج للقرى ذات الاكتفاء الذاتي
ويهدف المشروع إلى تحويل قرية الطوناب إلى نموذج تنموي مكتمل الأركان، حيث جرى إنشاء 30 منزلًا جديدًا مجهزًا بوحدات للغاز الحيوي (البيوجاز) المستخرج من المخلفات الحيوانية، وأخرى للطاقة الشمسية، بما يوفر بيئة معيشية نظيفة ومستدامة للأسر المستفيدة. كما تسلمت كل أسرة رأس ماشية لبدء مشروع إنتاجي صغير يضمن دخلاً ثابتًا.
وشهد الوزير تسليم مفاتيح المنازل الجديدة للأهالي، مؤكدًا أن المشروع يعكس محاور استراتيجية الوزارة في تنمية العنصر البشري، والاعتماد على الطاقة المتجددة، وتفعيل الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني.
دعم الصعيد في صلب توجيهات القيادة السياسية
وفي كلمته، شدد الوزير كريم بدوي على أن قطاع البترول يواصل أداء دوره الوطني والاجتماعي في دعم خطط التنمية بالمحافظات، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن المشروع يمثل نموذجًا ناجحًا للعمل المشترك بين القطاع الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف أن التعاون بين شركة واديكو وجمعية الأورمان أسهم في إنجاز هذا المشروع الفريد الذي يعكس مفهوم الاستدامة والتنمية المجتمعية الشاملة.
المحافظة: خطوة حقيقية لتحسين مستوى المعيشة
من جانبه، أكد اللواء ياسر عبد الشافي، السكرتير العام لمحافظة أسوان، أن المشروع يعد خطوة عملية لتحسين مستوى معيشة المواطن الأسواني، من خلال توفير مساكن ملائمة ومصادر طاقة بديلة ومشروعات إنتاجية صغيرة، مشيرًا إلى أن هذا الجهد يأتي في إطار تنفيذ رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
شراكة تنموية تُحتذى
وأوضح المهندس أمجد غنيم، رئيس شركة واديكو، أن المشروع يُعد أول نموذج متكامل من نوعه في مجال التنمية المجتمعية المتكاملة، ويعكس التوجه الجديد للوزارة في الاستثمار المجتمعي الذكي، من خلال خلق بيئة مستدامة توفر فرص حياة كريمة للمواطنين.
وأشار إلى أن المشروع يمثل نقلة نوعية في ربط قطاع الثروة المعدنية بالتنمية المحلية، حيث يوفر منازل حديثة ومصادر دخل متجددة ويعزز الاعتماد على الطاقة النظيفة، مؤكدًا أن العنصر البشري كان في صلب التخطيط والتنفيذ.
وفي السياق ذاته، وصف اللواء ممدوح شعبان، المدير التنفيذي لجمعية الأورمان، المشروع بأنه “ملحمة وطنية” تعكس التعاون الفعلي بين الحكومة والمجتمع المدني، مشيدًا بالدور الذي يقوم به قطاع الثروة المعدنية في خدمة المواطن، وتحقيق تطلعات التنمية الشاملة، وتحويل هيئة الثروة المعدنية إلى كيان اقتصادي قوي يدعم أهداف الدولة في هذا القطاع الحيوي.