يعتزم بنك مصر، ثاني أكبر البنوك الحكومية في البلاد، تأسيس صندوق استثماري جديد يركز على الأصول السياحية، بقيمة تصل إلى نحو 5 مليارات جنيه مصري (ما يعادل نحو 98.5 مليون دولار)، على أن يتم إطلاقه رسميًا قبل نهاية العام الجاري، بحسب ما أفاد به مصدر مطّلع لـ”الشرق”.
وأوضح المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لعدم الإعلان الرسمي بعد، أن الصندوق سيستثمر في الأصول السياحية القائمة، بالإضافة إلى شراء حصص في شركات عاملة في قطاع السياحة، مشيرًا إلى أن البنك سيتقدم بملف التأسيس إلى الهيئة العامة للرقابة المالية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
السياحة.. أولوية استراتيجية
ويأتي تحرك بنك مصر في وقت تتجه فيه الدولة لتعزيز مواردها من النقد الأجنبي عبر قطاعات رئيسية مثل السياحة والصناعة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بارتفاع أعباء الدين وأزمات العملة الأجنبية التي شهدتها البلاد العام الماضي.
وبحسب البيانات الرسمية، شهد الربع الأول من عام 2025 زيادة ملحوظة في عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة بلغت 25% على أساس سنوي، ليصل عددهم إلى 3.9 مليون زائر.
المتحف الكبير والتوسع الفندقي
وتراهن الحكومة على افتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر في يوليو المقبل، كأحد المحركات الكبرى لإنعاش قطاع السياحة، الذي واجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة نتيجة جائحة كورونا والتوترات الإقليمية، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية.
كما تستهدف القاهرة مضاعفة عدد السياح إلى 30 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030، مع رفع إيرادات القطاع إلى 24 مليار دولار، مقابل نحو 15 مليار دولار حاليًا.
ولبلوغ هذا الهدف الطموح، تعمل الدولة على تنفيذ خطة توسعية تتضمن إنشاء أكثر من 200 ألف غرفة فندقية جديدة خلال أقل من أربع سنوات، لتضاف إلى الـ230 ألف غرفة المتاحة حاليًا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الطاقة الاستيعابية للقطاع السياحي.
وفي سياق متصل يخطط بنك مصر، ثاني أكبر بنك حكومي في البلاد، لإقامة فندق خمس نجوم في محافظة الجيزة، بالشراكة مع مستثمرين من السعودية والكويت، بتكلفة استثمارية تُقدَّر بنحو 3 مليارات جنيه، بحسب ما كشفه مصدر حكومي مطلع لـ”الشرق”.
المشروع الجديد يقام على قطعة أرض تبلغ مساحتها 7520 متراً مربعاً، تتميز بموقع استراتيجي مباشر أمام المتحف المصري الكبير، وتتمتع بإطلالة ساحرة على أهرامات الجيزة، مما يجعله من أبرز المشاريع الفندقية المنتظرة في المنطقة.
ومن المرتقب أن يتم البدء في أعمال الإنشاء خلال الربع الأخير من عام 2025، عبر شركة مصر أبوظبي للاستثمارات العقارية، وهي شركة تابعة لبنك مصر بشكل كامل.
يأتي هذا المشروع في ظل تحرك حكومي واسع النطاق يستهدف مضاعفة الطاقة الفندقية في البلاد، إذ تسعى مصر إلى رفع عدد الغرف الفندقية من 230 ألف غرفة حالياً إلى 500 ألف غرفة بحلول عام 2028.