افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، رسميًا مصنع شركة “إس إي وايرينج سيستمز إيجيبت ش.م.م” بمدينة العاشر من رمضان، التابعة لشركة “سوميتومو” اليابانية العالمية، وذلك عقب مشاركته في فعاليات الافتتاح بالقاعة الرئيسية.
وأزاح رئيس الوزراء الستار إيذانًا ببدء التشغيل الرسمي للمصنع، ثم قام بجولة تفقدية داخل المنشأة للاطلاع على مراحل الإنتاج المختلفة.
وخلال الفعاليات، تم عرض فيلم تسجيلي تناول أنشطة “سوميتومو” العالمية، وخطوط إنتاجها، وحجم استثماراتها في مصر، التي تُعد من بين الأكبر في قطاع مكونات السيارات. واستمع رئيس الوزراء إلى شرح قدمه محمد همام، نائب العضو المنتدب للشركة،
الذي أوضح أن المشروع يمتد على مساحة 150 ألف متر مربع، وتم حتى الآن تنفيذ أعمال إنشائية على مساحة 23 ألف متر مربع (15% من إجمالي المساحة) ضمن المرحلة الأولى، على أن تصل نسبة الإشغال إلى 100% بحلول عام 2027.
وأشار همام إلى أن المصنع يضم حاليًا 2000 عامل، مع استهداف رفع العدد إلى 3000 موظف بنهاية عام 2025، ما يعكس التوسع التدريجي في العمليات التشغيلية.
كما أوضح أن صالة الإنتاج الرئيسية تبلغ مساحتها 12,500 متر مربع، بطاقة إشغال 60%، وتتيح فرصة لتوسعات مستقبلية بنسبة تصل إلى 40%.
ولفت إلى أن منطقة تجهيز الأسلاك في المصنع تعتمد بالكامل على كوادر مصرية تم تدريبها وفق معايير الشركة الأم، وقد أثبتوا كفاءة تضاهي نظراءهم في المصانع الأوروبية.
ولأول مرة في تاريخ “سوميتومو مصر”، تم تنفيذ أعمال تركيب الآلات والتجهيزات الفنية بالكامل على أيدي مهندسين وفنيين مصريين بنسبة 100%، حيث يعمل المصنع حاليًا بـ53 ماكينة بطاقة إنتاجية تبلغ 10 ملايين سلك شهريًا، ومن المتوقع زيادتها إلى 130 ماكينة لإنتاج 26 مليون سلك شهريًا.
كما تفقد رئيس الوزراء منطقة تقطيع وتجهيز الأسلاك، حيث تم استعراض ماكينات التقطيع الحديثة، ومنها ماكينة “KOMAX” السويسرية عالية التقنية، والتي تمثل أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا تصنيع الأسلاك على مستوى العالم.
ويضم المصنع 170 ماكينة تقطيع، وهو العدد الأكبر من نوعه في مصانع الشركة حول أوروبا.
وأكد نائب العضو المنتدب أن هناك خطة طموحة لتوطين الصناعات المغذية لصناعة الضفائر الكهربائية، من خلال تطوير مكونات محلية بديلة للمستوردة، نجحت في اجتياز جميع اختبارات الجودة والمعايرة.
كما أشار إلى أن عدة شركات بدأت فعليًا في التفاوض لاستيراد هذه المكونات المصنعة محليًا لما أبدته من كفاءة عالية.
وفي منطقة التجميع النهائي، اطلع الدكتور مصطفى مدبولي على خطوط الإنتاج النهائية التي تعتمد على المهارة اليدوية المدربة، حيث يتم تنفيذ عمليات التجميع وفق خطوات زمنية مدروسة بدقة، مع توفير برامج تدريبية مكثفة للعمالة لضمان أعلى مستويات الجودة، طبقًا لاختبارات الشركة الأم في اليابان.
كما استعرض همام جهود الشركة في تنمية المهارات، مشيرًا إلى توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم لتدريب أكثر من 300 طالب من نظام التعليم الفني المزدوج في محافظات بورسعيد، الجيزة، والشرقية.
ويمتلك المصنع مركزًا متطورًا للتدريب يضم تسع قاعات تدريبية، بطاقة استيعابية تصل إلى 600 متدرب يوميًا، مع خطة مستقبلية لزيادة الطاقة التدريبية.
وأعلن نائب العضو المنتدب أن مصنع العاشر من رمضان ينتج حاليًا 650 ألف ضفيرة كهربائية شهريًا، ومن المستهدف الوصول إلى مليون ضفيرة بنهاية 2025.
كما تم بالفعل تصنيع الضفائر الكاملة لإحدى الماركات العالمية داخل مصر، وبدأ إنتاج ضفائر سيارة محلية من ذات الماركة في مصنع 6 أكتوبر خلال مارس 2025، بطاقة 270 ضفيرة يوميًا.
وأكد أيضًا أن الشركة بدأت في الاعتماد على الطاقة الشمسية ضمن خطتها للتحول نحو الطاقة النظيفة، حيث تم تنفيذ محطة شمسية باستثمارات مليون يورو لتوليد 3.2 ميجاوات، دعمًا لرؤية مصر 2030 لخفض الانبعاثات الكربونية.
وفي ختام الجولة، التقط رئيس الوزراء صورة جماعية مع العاملين في المصنع ومجلس إدارة الشركة، وأعرب عن تقديره لاستثمارات “سوميتومو” في السوق المصرية، مشيدًا بثقتها في الاقتصاد الوطني، مؤكدًا التزام الحكومة بدعم القطاع الصناعي وتوفير بيئة جاذبة للاستثمار الأجنبي.
يُذكر أن شركة “إس إي وايرينج سيستمز إيجيبت” تأسست عام 2008، وتتبع شركة “سوميتومو إليكتريك وايرينج سيستمز يوروب”، إحدى أكبر الكيانات الصناعية عالميًا.
وتعمل في تصنيع الأنظمة السلكية الكهربائية للسيارات، باستثمارات تُقدر بـ160 مليون يورو، وتوفر أكثر من 12,000 فرصة عمل عبر مصانعها في مدن 6 أكتوبر، العاشر من رمضان، وبورسعيد.
وتُصدر منتجاتها إلى عدة دول أوروبية، بما في ذلك إنجلترا، فرنسا، تركيا، إيطاليا، التشيك، وسلوفاكيا، بإجمالي صادرات سنوية تتجاوز 300 مليون يورو.