تشهد قناة السويس تحركات نشطة لتعزيز عودة الملاحة إلى مسارها الطبيعي عبر البحر الأحمر، في ضوء التطورات الإيجابية في الأوضاع الأمنية بالمنطقة، لاسيما بعد نجاح جهود وقف إطلاق النار في اليمن، بوساطة عمانية وبدعم من الولايات المتحدة، وهو ما رحّبت به مصر رسمياً عبر وزارة خارجيتها.
وفي هذا السياق، بدأت هيئة قناة السويس تحركاً سريعاً للتواصل مع كبار عملائها من الخطوط الملاحية العالمية وملاك السفن، لمناقشة انعكاسات تلك التطورات على حركة الملاحة، وتشجيع العودة إلى المسار الملاحي الآمن عبر القناة.
وفي استجابة عملية، عقد الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، اجتماعاً اليوم الأربعاء عبر تقنية الفيديوكونفرانس، مع كريستين كابو، نائب الرئيس التنفيذي للأصول والعمليات بمجموعة “CMA CGM”، وطارق زغلول، الرئيس التنفيذي للمجموعة في مصر والسودان، لبحث آفاق التعاون المستقبلي واستعراض السياسات الملاحية للخط الفرنسي في البحر الأحمر.
وأكد الفريق ربيع خلال الاجتماع على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الهيئة والمجموعة الفرنسية، مشيراً إلى أن “CMA CGM” تصدرت قائمة خطوط الحاويات من حيث الحمولة الصافية العابرة لقناة السويس خلال أول أربعة أشهر من عام 2025، بنسبة 19% من إجمالي الحمولات.
وشدد رئيس الهيئة على أن التحسن الملحوظ في الأوضاع الأمنية يعد مؤشراً مشجعاً لإعادة النظر في سياسات الإبحار الحالية والعودة إلى استخدام قناة السويس باعتبارها الخيار الملاحي الأكثر كفاءة وأماناً.
من جانبها، أعربت كريستين كابو عن تفاؤلها بالإشارات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر، مؤكدة أن المجموعة تأخذ تلك التطورات بعين الاعتبار في تقييمها للموقف ووضع جداولها الملاحية، مع التزامها بمعايير السلامة للسفن وأطقمها.
كما أبدت كابو رغبة “CMA CGM” في توسيع خدماتها عبر قناة السويس، مشيرة إلى أن المجموعة تمتلك بالفعل خدمة ثابتة تمر بالقناة، وتعتزم إضافة خدمة جديدة قريباً، في إطار خططها للعودة الكاملة إلى المسار الملاحي الأقصر والأسرع مقارنة بطريق رأس الرجاء الصالح.