أكدت مي عبد الحميد، الرئيس التنفيذي لصندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري، أن هناك 298 ألف وحدة سكنية جارٍ تنفيذها حاليًا ضمن المبادرة الرئاسية “سكن لكل المصريين”، إلى جانب الانتهاء من تنفيذ 722 ألف وحدة، وتخصيص نحو 649 ألف وحدة للمواطنين المستحقين، مما يعكس حجم الإنجاز غير المسبوق في ملف الإسكان الاجتماعي على مستوى الجمهورية.
جاء ذلك خلال استقبال مي عبد الحميد لوفد رفيع المستوى من ممثلي البنوك المركزية لعشر دول، شملت: طاجيكستان، كينيا، بنجلاديش، باكستان، المغرب، مصر، سورينام، تنزانيا، زامبيا، وزيمبابوي،
وذلك خلال زيارتهم الميدانية لعدد من الوحدات السكنية المنفذة بمدينة حدائق العاصمة، في إطار فعاليات ورشة عمل “تمويل الإسكان الميسر” التي نظمها تحالف الشمول المالي AFI بالتعاون مع البنك المركزي المصري ومنظمة هابيتات.
وخلال الجولة، استعرضت مي عبد الحميد مستجدات تنفيذ المبادرة الرئاسية، مؤكدة أن مدينة حدائق العاصمة وحدها شهدت تنفيذ أكثر من 128 ألف وحدة سكنية لمحدودي ومتوسطي الدخل، وتم توفير خدمات متنوعة تشمل 11 مدرسة، و16 حضانة، ومركزي شباب، و10 ملاعب خماسية، و3 وحدات صحية، و7 مراكز طبية، بما يحقق مفهوم المجتمعات السكنية المتكاملة.
وأوضحت أن الصندوق طرح مؤخرًا 79 ألف وحدة ضمن إعلان “سكن لكل المصريين 5″، والذي شهد إقبالًا استثنائيًا من المواطنين، وجار الإعداد لطرح الإعلان السابع خلال الفترة المقبلة.
وبلغ حجم التمويل العقاري الممنوح للمستفيدين نحو 82.86 مليار جنيه، إلى جانب تقديم دعم نقدي مباشر تجاوز 10.13 مليار جنيه.
دعم مباشر وغير مباشر للمواطنين بمبادرة سكن لكل المصريين
أشارت مي عبد الحميد إلى أن المواطنين يحصلون على عدة صور من الدعم، تشمل الدعم النقدي المباشر بحسب مستوى الدخل، ودعمًا غير مباشر يتمثل في قيمة الأرض والمرافق وسعر الفائدة، وهو ما يعادل أكثر من 50% من ثمن الوحدة السكنية.
وأضافت أن المبادرة تمثل تحولًا كبيرًا في مفهوم الإسكان الاجتماعي، حيث انتقل الصندوق من مجرد توفير وحدات سكنية إلى بناء مجتمعات متكاملة توفر جودة حياة حقيقية، مشيرة إلى اهتمام الدولة بتوفير بيئة مناسبة تشمل المساحات الخضراء، والخدمات التعليمية والصحية، ووسائل النقل الحديثة مثل القطار الكهربائي الخفيف LRT.
“سكن لكل المصريين” نقلة حضارية وعمرانية
وأكدت أن المبادرة الرئاسية ساهمت في زيادة الرقعة العمرانية بمصر من 7% إلى 14%، وأن مدينة حدائق العاصمة تمثل نموذجًا ناجحًا لتحويل المناطق الصحراوية إلى مجتمعات حضارية.
وتفقد الوفد وحدات سكنية ضمن مبادرة “العمارة الخضراء”، حيث أوضحت مي عبد الحميد أن هذه المبادرة تعد أول نموذج سكني صديق للبيئة في أفريقيا، ويعتمد على نظام “الهرم الأخضر” (GPRS)، الذي يهدف إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 27%، وانبعاثات الكربون بنسبة 33%، واستهلاك المياه بنسبة 40%، وتقليل النفايات الصلبة بنسبة 70%.
كما تم اعتماد أكثر من 25,000 وحدة وفق هذا النظام في مدن مثل حدائق العاصمة، أسوان الجديدة، العبور الجديدة، والعاشر من رمضان، وحصل الصندوق على شهادات تقييم وتصميم الإسكان الأخضر في أربع مدن رئيسية، ما يؤكد التزام الدولة بالمعايير البيئية في مشاريعها السكنية.
إشادة دولية وجوائز مرموقة
اختتمت الزيارة بتعبير الوفود عن إعجابهم بجودة الوحدات ومستوى التخطيط والتنفيذ، مؤكدين أن التجربة المصرية في الإسكان الاجتماعي تستحق الدراسة ونقلها إلى دولهم.
كما أشارت مي عبد الحميد إلى أن الصندوق حصل على عدة جوائز دولية، منها جائزة “الابتكار في السياسات العامة” من منتدى الإسكان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وجائزة أفضل ابتكار في الإسكان بأفريقيا ضمن مؤتمر AUHF، والمركز الثاني في جائزة “الإدارة المبتكرة” لعام 2022 من مؤسسة AAPAM.
وأكدت أن هذه النجاحات تعكس التزام الدولة المصرية بتوفير سكن ملائم ومستدام لمحدودي ومتوسطي الدخل، في إطار رؤية وطنية تهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية العمرانية المستدامة.