توصلت الولايات المتحدة والصين، يوم الاثنين، إلى اتفاق مهم يقضي بتعليق معظم الرسوم الجمركية المفروضة على السلع المتبادلة، في خطوة تعكس انفراجة كبيرة في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وينص الاتفاق على خفض الرسوم الجمركية المتبادلة من 125% إلى 10%، باستثناء الرسوم الأمريكية بنسبة 20% المفروضة على واردات صينية مرتبطة بمادة الفنتانيل، مما يجعل إجمالي الرسوم الأمريكية على الصين مستقرة عند نحو 30%.
جاء هذا التفاهم عقب جولة من المحادثات التجارية المهمة بين وفدين من البلدين عُقدت في سويسرا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
تفاصيل الاتفاق.. تعليق مؤقت وفرصة لإعادة بناء الثقة
من جانبها، أعلنت الصين أنها ستخفض الرسوم المفروضة على السلع الأمريكية إلى 10%، مع تعليق رسوم إضافية نسبتها 24% لمدة 90 يومًا، في إطار الاتفاق الجديد الذي يهدف إلى تهدئة التوترات الاقتصادية وفتح آفاق أوسع للتعاون.
وفي السياق نفسه، أكد وزير الخزانة الأمريكي أن الطرفين اتفقا على خفض الرسوم بنسبة 115% بشكل متبادل، واصفًا الخطوة بأنها “تاريخية”، مشيرًا إلى أنها غير مسبوقة في تاريخ العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوضح أن الاتفاق يتضمن آلية دائمة للحوار التجاري لمتابعة تنفيذ الالتزامات ومعالجة أي خلافات مستقبلية.
كما أكد الوزير أن الهدف من الاتفاق هو تقليص العجز التجاري المتزايد مع الصين، ودفع بكين إلى فتح أسواقها بشكل أوسع أمام المنتجات الأميركية، ما من شأنه تعزيز الصادرات الأميركية وتحقيق نوع من التوازن في العلاقات التجارية الثنائية.
ردود فعل الأسواق.. تفاؤل عالمي وانتعاش في المؤشرات
انعكس هذا التطور بشكل إيجابي على الأسواق العالمية، حيث رحب المستثمرون بالاتفاق باعتباره مؤشرًا على استقرار اقتصادي محتمل.
فقد قفزت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 3.6%، وارتفعت عقود S&P 500 بنسبة 2.8%، في حين صعد مؤشر داو جونز بنحو 1,000 نقطة، أي ما يعادل 2.3%، بحسب بيانات شبكة CNBC.
كما شهد مؤشر الدولار الأمريكي (ICE U.S. Dollar Index) ارتفاعًا بنسبة 1.3% ليصل إلى 101.63، مدعومًا بالتفاؤل بشأن التهدئة التجارية.
وفي أوروبا، حقق مؤشر Stoxx 600 الأوسع نطاقًا ارتفاعًا بنسبة 0.7% خلال جلسات التداول الصباحية، مما يعكس ارتياح الأسواق العالمية تجاه تحسن العلاقات بين واشنطن وبكين.
يمثل الاتفاق خطوة أولى نحو إعادة بناء الثقة بين البلدين، وفرصة لاستئناف مسار التفاهمات التجارية التي توقفت خلال السنوات الماضية، وسط توقعات بأن تشهد المرحلة المقبلة جولات تفاوضية أوسع نحو شراكة تجارية أكثر استدامة.